بحسابات (ابن جرير الطبري ) فإن الزمن العربي قد انتهى، ونحن نعيش الآن خارجه، فعمر الكون كله منذ بدء الخليقة حتى قيام الساعة ليس أكثر من ستة الآف عام، مرت منها حين بدأ الطبري يكتب كتابه العظيم ((تاريخ الأمم والمولك)) حوالي خمسة الآف ومائتين من الأعوام، أي أن كل ماكان باقياً حوالي 800عام، تشبه لحظة مغيب الشمس في يوم بشري طويل. وإذا كانت حسابات الطبري خاطئة في معناها العددي، فإنها صحيحة على المستوى الرمزي، فقد كان شاهداً على لحظ مغيب الزمن العربي؛ آخر الفتوح، وآخر العروش وآخر انتفاضات الحياة. أما ما بقي بعد ذلك فهي غيبوبة عربية كاملة؛ غيبوبة تتشابه فيها الأيام والليالي والرؤى والكوابيس المتتابعة.