قصة صلاة الجمعة التي كان الرسول يصليها بين الصحابة، وبينما هو قائم وسطهم سمعوا صوت العير " الجمال المحملة بالبضائع " تدخل المدينة، فتركوا الصلاة، وتركوا مسجد الرسول، وسارعوا إلى استقبال الجمال لينال كل رجل نصيبه. كيف تعامل رسول الله مع هذا الأمر الجلل.. وكيف تعامل الله في القرآن مع هذا الحدث الكبير..! هل شكك في إيمانهم واتهمهم بالنفاق والفسوق أو رماهم ببوادر الشرك بالله..! هل ذهب رسول الله وأنزل بهم عقوبة بدنية بالجلد أو الحبس أو الملاحقة..! دعونا نرجع لسورة الجمعة التي عالجت تلك القضية.. في البداية السورة عدد آياتها ١١ آية فقط. وهي صورة قصيرة لا تجاوز ورقة واحدة في كتاب الله. فلم يشأ الله أن يسترسل في الأمر أو يفرد له صفحات طوال، أو يعيد التكرار والتذكير في مواضع مختلفة كما فعل مع قضايا " فكرية " أخرى. بل مرة واحدة في سورة واحدة وفي كلمات قصيرة موجزة. الآية الأولى، تسبيح لله يردده كل من في الأرض والسموات، الملك العزيز القدوس. الآية الثانية، تذكير بنعمة الله عليهم أن بعث في الأميين رسولا يتلو عليهم آيته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكم...