الدماغ فكر قليلا human brain
و
لنبدأ بالوزن إذ يصل وزن الدماغ حوالي 1360 غ تقريبا أي ما يعادل نصف وزن
الجلد في الجسم و تصل نسبة المياه فيه إلى 75 % من وزنه الكلي أما الـ 25 %
المتبقية فتتكون من أكثر من 60 % من الدهون لذلك يعتبر الدماغ أكثر
الأعضاء احتواء على الدهون في الجسم من دون منازع و يتألف الدماغ من مئة
مليار خلية عصبية و يتفرع عن كل خلية عصبية من ألف إلى عشرة آلاف مشبك عصبي
و هي بمثابة الأسلاك التي تتصل بها هذه الخلية مع الخلايا العصبية الأخرى
لنقل التنبيهات العصبية الكهربائية و يحتوي الدماغ على أوعية دموية يبلغ
طولها أكثر من مليون و ستمائة ألف كيلو متر
أما
عن تطور الدماغ فان الدماغ يتضاعف حجمه ثلاث مرات بعد الولادة في السنة
الأولى من العمر و يستمر تشكل الخلايا العصبية الجديدة فيه باستمرار
كاستجابة لأي نشاط عقلي يقوم به الإنسان كالتعلم و غيره و أول حاسة يبدأ
الدماغ بالتعرف عليها هي اللمس و يبدأ ذلك عن طريق الشفاه و الخدود في
الأسبوع الثامن من عمر الجنين داخل الرحم لتتبعه بقية أجزاء الجلد في الجسم
كله في الأسبوع الثاني عشر و بالرغم من أن الدماغ يستقبل الشعور بالألم من
مستقبلات الألم الموجودة في الأنحاء المتفرقة في الجسم و يترجمها إلى شعور
بالألم يتبعها بردود فعل عديدة إلا أن الدماغ لا يحوي أي مستقبلات حسية
للألم !!! و لذلك فان الدماغ لا يشعر بالألم عندما يؤذى مباشرة !!!
و
يستهلك الدماغ ما يعادل 20 % من أوكسجين الجسم لذلك يفقد الإنسان الوعي
إذا انقطع ورود الدم المحمل بالأوكسجين إلى الدماغ بـ ( 8 – 10 ) ثوان فقط و
إذا ما استمر انقطاع الأوكسجين ( 4- 6 ) دقائق فان خلايا الدماغ تبدأ
بالموت و إذا استمر انقطاع الأوكسجين عن الدماغ من ( 5 – 10 ) دقائق و أنقذ
المصاب فان الدماغ سيصاب بأضرار و عاهات دائمة.
و
يولد الدماغ طاقة تعادل ( 10- 23 ) واط و هو ما يكفي لإنارة مصباح كهربائي
و تتأثر طاقة الدماغ و قدرته العقلية بشكل كبير بما يتناوله الإنسان من
طعام و سأخص بالذكر هنا الملونات و المنكهات و المواد الحافظة إذ أن دراسة
أمريكية أجريت في نيويورك على أكثر من مليون طالب أثبتت تفوق الطلاب الذين
لا يتناولون هذه المواد بنسبة 14 % في امتحانات الذكاء على الطلاب الذين
يتناولونها و يتصف الدماغ بقدرة هائلة و عجيبة على التمييز بين المنبهات
الخارجية الغير متوقعة التي تطبق على الجسم و المنبهات المتوقعة و يمكنك
فهم هذه الخاصية من خلال الدغدغة و الإجبار على الضحك !! فإذا ما قام شخص
ما بدغدغتك فانه سيثيرك و يجعلك تضحك بكل سهولة كاستجابة للدماغ على هذا
التنبيه الغير متوقع بينما يمكن أن تدغدغ نفسك و لساعات طويلة دون أن تثير
ضحكة واحدة على شفتيك و ذلك لان الدماغ يتعامل مع دغدغتك على أنها تنبيهات
متوقعة لا يستثار بها و لا تستلزم منه أي ردة فعل!!!
أما
بالنسبة إلى الذاكرة فان ذاكرة الإنسان تنشط بشكل كبير عندما يتعلم شيئا
ما أو يحاول تذكر حادثة من الماضي و تنشىء محاولة التذكر في الدماغ عملية
تسمى بعملية الاتصال في المخ و أكثر ما يثير هذه العملية بقوة العطور و
الروائح الجميلة إذ أنها تؤدي إلى إحداث اتصال عاطفي كبير و قوي بالمخ ،
أما علاقة النوم بالذاكرة فهي قوية جدا إذ يعتبر النوم الفترة الذهبية التي
تتيح للدماغ ترتيب المعلومات و تثبيتها لذلك نجد أن الأشخاص الذين لا
ينامون جيدا يعانون من صعوبة في الحفظ و صعوبة أكثر في تذكر المعلومات .
و
قد أشار علماء النفس إلى انه يمكن حفظ المعلومات بشكل راسخ في الذاكرة
بمراجعة أي معلومة بعد يوم من حفظها و من ثم بعد أسبوع و من ثم بعد شهر و
من ثم بعد ستة أشهر و بعد ذلك فإنها سوف تكون عصية على النسيان و لمدى
الحياة إن شاء الله
أما بالنسبة للنوم و الأحلام
فان للدماغ قصة طريفة و غريبة معها فقد اكتشف أن الإنسان يحلم مدة تتراوح
ما بين الساعة و الساعتين في كل ليلية يرى خلالها ( 4- 7 ) أحلام و العجيب
في هذا الموضوع أن موجات و كهربائية الدماغ أثناء الأحلام تكون أعلى و أقوى
من اليقظة و الأغرب من ذلك كله أن 12 % من الناس يرون أحلامهم بالأبيض و
الأسود أي من دون ألوان بينما يرى 88 % من الناس أحلامهم ملونة كما هو في
الطبيعة ويفرز الجسم أثناء النوم هرمونا يعتقد انه هو المسؤول عن إفقادك
القدرة على الحركة بشكل افتراضي و مؤقت أثناء الحلم بشكل يعاكس ما تراه في
منامك .
تعليقات
إرسال تعليق
لا تشاهد وترحل اترك بصمتك
سيتم الرد عليك خلال 24 ساعة كاقصى حد للرد